أيت ملول: صور احتفالية وواقع مزرٍ.. هل يكفي الظهور الإعلامي لحل الأزمات؟

في مدينة أيت ملول، وعلى طول شارع عبد الله ابراهيم، يتكرر مشهد مألوف يثير الاستياء والقلق في نفوس المواطنين. الحاويات المنتشرة على جنبات الطريق ممتلئة عن آخرها، تحولت إلى بؤر للنفايات، وأصبحت مصدرًا للروائح الكريهة والمناظر غير الحضارية. المواطن يجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مر: إما أن يرمي قمامته بجانب الحاوية الممتلئة، أو يعيدها إلى منزله انتظارًا لفرصة أخرى للتخلص منها، وهي معضلة لا تليق بمدينة تسعى للنظافة والرقي.
أين المسؤولون؟!
هذا الواقع المرير يطرح سؤالًا ملحًا: أين هم المسؤولون الذين يحرصون على التقاط الصور خلال افتتاح واختتام الدوريات الرمضانية والمناسبات الاحتفالية؟ أين هم المنتخبون الذين يتحدثون بإسهاب في “مقرات أحزابهم” عن التنمية والتغيير؟ هل تقتصر مهامهم على الظهور الإعلامي والتقاط الصور في المناسبات، بينما يعاني المواطن يوميًا مع مشكلات تدبيرية لم تجد حلاً؟
الواقع والوعود الفارغة
واقع الحال يكشف أن تدبير النظافة في المدينة لا يحظى بالاهتمام الكافي، رغم أن ميزانيات الجماعات المحلية تشمل هذا القطاع الحيوي. المواطن الذي يؤدي ضرائبه ينتظر خدمات تليق بحقه في بيئة نظيفة وصحية، لكنه يصطدم بإهمال الجهات الوصية وعجزها عن توفير حلول مستدامة.
الحل بيد من؟
إن الحل لا يكمن فقط في انتقاد الوضع، بل في تفعيل دور الرقابة الشعبية، ومحاسبة المسؤولين على تقصيرهم، والضغط من أجل تفعيل سياسات تدبيرية ناجعة. كما أن وعي المواطن بدوره في الحفاظ على النظافة والضغط للمطالبة بحلول عملية، يمكن أن يشكل قوة ضغط لإجبار المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم بدل الاكتفاء بالمظاهر الاحتفالية الجوفاء.
إن مدينة أيت ملول، بساكنتها النشيطة وتاريخها العريق، تستحق مسؤولين في مستوى تطلعاتها، وليس مجرد شخصيات تجيد التقاط الصور والوعود الزائفة!